دعا رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان، بعد لقائه الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا الى" العودة الى روحية الدستور وتطبيقها والترفع عن المطالب الخاصة"، متمنيا للحكومة ان تكون في مواصفات خطاب القسم.
ولفت أرسلان الى أن "المسؤولية أصبحت على عاتقنا بشكل أكبر. علينا أن ننجح في الاستحقاقات القادمة، سواء كانت مسألة تشكيل الحكومة، أو موضوع الإصلاحات، أو ما يتعلق بكافة المؤسسات الدستورية والوزارات، ولدينا أيضًا قضايا كبيرة مثل ملف المصارف، وأموال المودعين، وتشجيع الاستثمارات. والركيزة الاساسية لهذه الاستحقاقات هي الثقة. ونحن هنا بحاجة الى مسألتين، الاولى إعادة ثقة الشعب بدولته، ومن ثم إعادة ثقة دول العالم بلبنان. وهذا لا يتم الا من خلال الممارسة".
أضاف: "هنأت الرئيس على خطاب القسم ومضمونه واتمنى ان يتعاون الجميع ضمن هذه الروحية، روحية خطاب القسم التي أعطت ارتياحا كبيراً لكل اللبنانيين ولكل شرائح المجتمع اللبناني، بغض النظر عن الطوائف والمذاهب والأحزاب. وأتمنى أن لا تكون هناك شروط تعجيزية من أي طرف. واتفقنا على أن نعود ونجتمع في جلسات خاصة لمناقشة مختلف القضايا.
وأضاف :"استغليت هذه الزيارة خصوصًا أننا على أبواب تشكيل الحكومة، وقلت للرئيس حديثي بهذه العبارة بروح النكتة، ولكنها ليست نكتة بل جدية. أتمنى إذا كانوا يضغطون عليك كثيرًا بالشروط والشروط المضادة، وخاصة بما يسمى "بالوزارات السيادية"، التي لم نوافق عليها في الماضي ولن نوافق عليها الآن، ولن نقبل بتكريسها في المستقبل. إذا كانت هذه الأمور تُتعبك إلى هذا الحد، فسلّمها للكاثوليك، والدروز، والأرمن، والأقليات، وارتاح، ونرتاح نحن، ويرتاح البلد. وأنا كفيل بأن الأداء سيكون أفضل."
أضاف :"شبعنا وتعبنا من كل شيء له علاقة بالمحاصصة والتقسيمات الطائفية والمذهبية. نحن شعب واحد في بلد واحد.إما أن ننقل أنفسنا من حالة الفوضى التي كنا فيها، والانتهاكات الدستورية التي استمرت لسنوات طويلة، كي نعيد استعادة الثقة، وإلا وضعنا سيكون صعباً في المستقبل".
ولفت الى انه "تطرقنا خلال اللقاء الى ما يحصل في الجنوب، فموقف الرئيس عون هو موقف اساسي في هذا الملف وأعطى صورة حاسمة لموقف لبنان الرسمي بالتعاطي مع هذا الملف. وإن شاء الله تسير الأمور في الاتجاه الذي يخفف الأعباء عن إخواننا وأبناء وطننا، الذين نحن جزء منهم. هذه الأرض أرضنا، وهذا الشعب شعبنا، وهؤلاء الأهالي أهلنا وإخواننا وأبناؤنا ونساؤنا وشيوخنا.كلنا معنيون كلبنانيين بالجنوب وبأبناء الجنوب. فالعدو الإسرائيلي لا يُؤتمن جانبه بأي شكل من الأشكال، طموحاته التوسعية قائمة دائما.
وتمنى ارسلان أن يستمر التعاطي من قبل الرئيس كما هو عليه الآن، بشكل ممتاز، وأن نصل إلى خواتيم مريحة لنا جميعًا كلبنانيين. ونتطلع إلى طي الصفحة الأليمة التي مر بها لبنان.
ورأى ارسلان أن "المطلوب الآن هو شيء واحد: أن نترفع جميعًا عن المطالب الخاصة، سواء كانت حزبية، سياسية أو فئوية. يجب أن نترك لفخامة الرئيس ودولة الرئيس مهمة تحديد المواصفات المناسبة للحكومة، وفقًا لروحية خطاب القسم وكقوى سياسية سنحصل على حقوقنا فعلينا جميعا ان ندرك اولا على ماذا نختلف، دعونا نعمل على بناء المؤسسات والدولة اولا، لأن كل شيء آخر يمكن أن نختلف حوله لاحقًا. أما الآن، فالأولوية هي أن نبني الدولة وننهض بها من جديد. فلا معنى للتزاحم على الوزارات في ظل الوضع الحالي".